Skip to main content

4. Affirmations – قوة التفكير التكوينية

التأكيدات

الدرس الرابع

تُصَلِّي لَهُ فَيَسْتَمِعُ لَكَ، وَنُذُورُكَ تُوفِيهَا . وَتَجْزِمُ أَمْرًا فَيُثَبَّتُ لَكَ، وَعَلَى طُرُقِكَ يُضِيءُ نُورٌ". أى27،28:22."

معظم الناس عندما يستعدون بوعي لأول مرة لاكتساب معرفة أكمل وأعلى بالأمور الروحية ، يفعلون ذلك بسبب عدم الاستياء - أو ربما يكون عدم الرضا هى الكلمة الأفضل – نحو أحوالهم السابقة والحالية من الحياة . إن الفكر المتأصل في العقل البشري هو الفكر بأنه في مكان ما ، بطريقة ما يجب أن نكون قادرين على تحقيق ما يحلو له والذي يرضيه ؛ هذا الفكر هو مجرد تنبؤ لما هو في الحقيقة .

فيقال إن رغباتنا تقيس فقط قدراتنا ؛ فمن يطمح بقوته إلى أقصى ارتفاع للجبال ، يحمل في ذلك الطموح ثقة كبيرة ليحقق الوفاء بها ، وهو أمر لا يجب أن يتغاضى عنه; قوة تصل إلى الارتفاع الذي وصلت إليه آماله . إن الجوع الذي نشعر به هو مجرد حث إلهى بداخلنا يتوق إلى شوق لا حدود له إلى ملئه . إنه ليس سوى جانب واحد من جوانب قانون العرض والطلب ، الجانب الآخر منه غير قابل للتغيير ، و لا يخلو بعهده " كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ". فالعرض يكون دائما مساويا للطلب ؛ ولكن يجب أولا أن يكون هناك طلب قبل استخدام العرض .

هناك مكان يمكن بلوغه حيث نرى فيه أن عملنا يمكن أن يتوقف ؛ لأن الروح هو الوفاء بجميع رغباتنا

فنحن ببساطة نظل ثابتين فى أماكننا ، عالمين أن كل الأشياء التى نريدها هى لنا بالفعل ؛ فهذه المعرفة لديها القوة أن تُظهر الله الغير ظاهر ( أى الصلاح ) فى شكل مرئى من خلال الصلاح الذى نريده .

ولكن من أجل الوصول إلى هذا المكان من السلطة ، يجب علينا اتخاذ الخطوات الأولية بأمانة وجدية وثقة ، على الرغم من أن هذه الخطوات للوهلة الأولى تبدو لنا عديمة الفائدة وسخيفة ، كعد الخرز بالنسبة لأكثر الناس جاهلية وخرافية فى الكنيسة الرومانية .

التأكيد على أي شئ هو التأكيد بالإيجاب - حتى في مواجهة كل الأدلة المخالفة - على أنه كذلك . قد لا نكون قادرين على رؤية كيف يمكننا ببساطة ، من خلال التأكيد ببساطة على صحة شيء ما – يبدو بالنسبة للجميع بالمنطق غير صحيح – أن نترك الأمر ، ولكن يمكننا أن نجبر أنفسنا أن نتوقف عن المراوغة ، والبدء فى إثبات القاعدة كل واحد لنفسه .

هذا الوجود الخفي الجميل الذي يدور حولنا وداخلنا هو جوهر كل الخير الذي يمكن أن نرغب فيه "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ".

بطريقة ما ، ليس من السهل أن نضعها في كلمات - لأن القوانين الروحية لا يمكن أن تعبر عنها بكلمات مائتة ؛ لذلك فلا يوجد قوانين معصومة من الخطأ ، و ثابتة، أو يحتاج تنفيذها إلى دقة شديدة ، فهناك قوة في كلمة إيماننا لجلب كل الأشياء الطيبة إلى حياتنا اليومية.

نحن نتحدث بثقة ، ونؤكد كلامنا ، ولكن ليس لدينا أي علاقة "بتأسيس" الكلمات ، أو بنقلها ، كما يقول الكتاب : "وَتَجْزِمُ أَمْرًا فَيُثَبَّتُ لَكَ". فإننا نحن نحمل الله بقوانينه الغير قابلة للتغيير للقيام بالإنشاء أو الإنجاز.

إن الذين درسوا بعناية القوانين الروحية يجدون أنه إلى جانب إنكار الواقع و القوة للشر الظاهر، الذى بإنكاره يكونوا محررين . كما يمكنهم أيضًا أن يحققوا أي خير مرغوب فيه في حياتهم من خلال التأكيد بثبات على أنه موجود بالفعل . في التعليمات الأولى المقدمة للطلاب ، فإن حالات الرفض والتأكيدات تأخذ مكانًا كبيرًا. و في وقت لاحق ، تقودهم تجربتهم الشخصية والتوجيه الداخلي إلى مستوى أعلى حيث لا يحتاجون إلى المزيد من القواعد .

إن إعادة ذكر الإنكار أو التأكيد ضروورى ؛ من أجل التدريب الذاتي للعقل الذي طالما عاش في أخطاء ومعتقدات زائفة بأنه يحتاج إلى هذا التكرار المستمر للحقيقة لخلع العتيق ، ولبس الجديد .

كما هو الحال مع الإنكار، هكذا مع التأكيدات ؛ فهناك أربعة أو خمسة تأكيدات كاسحة للحقيقة تغطي العديد منها، والتي تعمل بطريقة رائعة في جلب الخير لأنفسنا وإلى الآخرين.

أولاً ، الله هو الحياة، الحب، الذكاء، الجوهر، كلى القدرة ، كلى المعرفة، كلي الوجود .

هذا ما ستتذكره من الدرس الأول، عبارة الوجود . كلما تكرر التأكيد ، رجاء تذكر أن كل جزء من جزيئات الحياة من الحب ، أو الذكاء ، أو القوة ، أو من الجوهر الحقيقى في الكون هو ببساطة بدرجة معينة – إن جاز التعبير- مظهر من المطاهر المرئية لله . حاول أن تفكر ما المقصود عندما تقول أن الله كلى الوجود ، كلى القدرة ، كلى المعرفة . فإن كان الله كلى الوجود ، وكلى الصلاح ؛ إذن من أين يأتى الشر؟ وإن كان الله كلى القدرة ، فأى قوة أخرى يمكن أن تعمل فى هذا الكون؟ وبما إن الله كلى القدرة و كلى الوجود ، فضع جانبا تعليمك التقليدي للأبد عن السلطة الضارة ، أو الشر (الشيطان) لذي قد يحبط أي لحظة خطط الخير، ويضر بك.

لا تزعج نفسك بمعرفة مظاهر الشر; و لكن في ظل وجود ما يبدو لك شرًا ، قف صامدًا ولا تتزعزع عن الثقة بالله ، الصالح ، كلى الوجود ، أو كل ما هو موجود ، وبذلك سترى الشر يذوب تمامًا كالظلام أمام النور أو الندى من قبل شمس الصباح ، والخير يأتى ليأخذ مكانه .

ثانيًا ، أنا طفل أو مظهر من مظاهر الله ؛ وصورة له فى كل لحظة : حياته، حبه، وحكمته، وقوته ؛ كل هذا يظهر من خلالى . أنا واحد مع الله ، محكوم بقوانينه .

ولكن تذكر مع تكرار هذا التأكيد بأنه لا يمكن لأي شخص أو مجموعة من الأشخاص بأي حال من الأحوال أن يتدخلوا بينك وبين مصدر حياتك ، أو حكمتك ، أو قوتك . فالأمر كله يخص "حياتكم المستنيرة مع المسيح فى الله " . لا شئ يمكن أن يمنعك عن العطايا غير المحدودة سوى جهلك الخاص عن كيفية التلقي ، أو إرادتك .

بغض النظر عن مدى مرضك ، أو ضعفك ، أو عدم كفاءتك، حول عينيك وأفكارك بعيدًا عن الظاهر وقم بتحويلها إلى النافورة المركزية هناك، وقل بهدوء، ولكن بكل ثقة وثبات : "هذا المظهر من حالة الضعف زائف ؛ فالحياة، الحكمة ، القوة - التي هى الله – تتدفق الآن فى جسدي كله ومن خلالي إلى الخارج ، و سترى قريبًا تغييرًا رائعًا يحدث لك من خلال إدراك هذه الكلمة المنطوقة .

أنت لا تغير موقف الله تجاهك ذرة واحدة إما عن طريق مضايقته أو تغيير موقفك تجاهه - الذي هو دائمًا يد العطاء . باعترافك بذلك ، تكون قد وضعت نفسك في انسجام مع القانون الالهي الذي يعمل دائما لصالحك ولا يعمل مطلقًا لأذيتك أو عقابك.

ثالثًا ، أنا روح كاملة ، مقدسة ، متناغمة ؛ لا شئ يمكن أن يؤذني أو يجعلني مريضا أو خائفا ؛ لأن الروح هو الله ، و الله لا يمكن أن يؤذي ، أو يمرض ، أو يخيف . إنني أظهر ذاتى من خلال هذا الجسد الآن.

رابعًا ، الله يعمل بداخلى لأريد وأفعل ما يريد ، وهو لا يمكن أن يفشل . هل تحبط المادة الخاملة - سواء من الجسد أو من الظروف - القدير؟ بالتأكيد لا ؛ مؤكداً أن عقله الذي يعمل من أجل الإرادة والقيام على حد سواء يختار لنا الصالح فقط ؛ و الآب فينا يفعل الأعمال ، ومن ثم لا يمكن أن يكون هناك فشل .

و من ثم هذه هى التأكيدات الأربعة الشاملة :

أولاً ، الله هو الحياة، الحب، الذكاء، الجوهر، كلى القدرة ، كلى المعرفة، كلي الوجود.

ثانيًا ، أنا طفل و صورة من صور الله ؛ يظهر من خلالى حياته، حبه، وحكمته، وقوته فى كل لحظة. أنا واحد مع الله ، محكوم بقوانينه.

ثالثًا ، أنا روح كاملة ، مقدسة ، متناغمة ؛ لا شئ يمكن أن يؤذني أو يجعلني مريضا أو خائفا ؛ لأن الروح هو الله ، و الله لا يمكن أن يؤذي ، أو يمرض ، أو يخيف . أنا أعكس ذاتى .

رابعًا ، الله يعمل من خلالى لأريد و أعمل إرادته ؛ وهكذا لا يمكننى أن أفشل .

إجعل كل من هذه التأكيدات فى ذهنك ، حتى يمكنك تكرارها في عقلك الخاص في أي مكان ، وفي أي وقت . ومن الغريب أنهم سيتصرفون لإخراجك من أكبر الاضطرابات الخارجية، وهي أماكن لا تفيد فيها المساعدة الإنسانية ، كما لو أن اللحظة التي تؤكد فيها (ولكن بصمت، لتجنب الجدل) وحدتك مع الله الآب ، تتحرك على الفور قوة كلى الحب للاندفاع لإنقاذك. وعندما ينتهى الأمر، يمكنك أن تتوقف عن الطرق والوسائل الخارجية، وأن تعترف بجرأة "لقد فعلتها. أنا لدي رغبات قلبي" ، كما يقول المزمور: "تَفْتَحُ يَدَكَ فَتُشْبعُ كُلَّ حَيٍّ رِضًى".

في الواقع الله في عملية تحرك دائم نحونا حتى يظهر بشكل كامل من خلالنا ، كما يظهر الخير من خلالنا ، من خلال تأكيدنا المدعوم بالايمان ، هو القبضة التي تربط سيارة حاجتنا الإنسانية الواعية بقوته وإمداده.

إن الذين قد نادوا بحقهم الطبيعي بهدوء لتأكيد وحدتهم مع الله، يعرفون كيف لا يزالون قادرين على التخطيط والجهود الخارجية بعد أن استدعوا هذه القوة العجيبة للتشغيل من خلال التأكيد . لقد شفيت مرضى ، وحول الحزن إلى فرح ، و فتح أبواب السجن ، و حرر المسجونين دون أى جهد بشرى لأو مساعدة إنسانية .

ليس بالضرورة أن يكون الفهم هو استخدام هذا الشكل من الكلمات التي استفادت منه كل حالة فردية ; ولكنه كان إنكار الشر الظاهر، وعلى الرغم من كل الأدلة المضادة التي تؤكد على وجود الخير، وتأكيد وحدتنا مع الله كلى القدرة للتسليم حتى عندما لم تكن هناك علامات واضحة على وجوده.

في حالة واحدة على حد علمي ، إن مجرد ادعاء "الله هو دفاعك وخلاصك" لرجل كان في المنفى من المنزل والبلاد لمدة خمس سنوات من خلال سلسلة من الخداع والمكائد التي لم يكن لها مثيل فى العمق والبراعة ، فتحت جميع الأبواب واسعة ، واستعادت الرجل لعائلته في غضون شهر بدون بذل جهد واحد ، أو خطوة واحدة من الجانب الانساني; وهذا أيضا بعد خمس سنوات من أشد الجهود الانسانية التي يبذلها المحامون، وما إلى ذلك، بعد أن فشلت تماما في إبراز الحقيقة أو إطلاق سراح السجين .

هناك بعض العقول تعتمد على استعمال الإنكار المتكرر للحصول على نتائج أفضل ; وهناك أخرون يستعمل إنكار أقل وتأكيدات أكثر. ولا يمكن وضع قواعد محددة بشأن أي قواعد يمكن أن تكون أكثر فعالية في كل حالة فردية للقضاء على الشر الظاهر وإظهار الخير. ولكن يمكن تقديم بعض التلميحات الصغيرة

التي قد تكون مفيدة

وللانكار ميل مراوغ أو مدمر. فالتأكيدات تتراكم، وتعطي القوة والشجاعة . فالناس الذين يتذكرون بحيوية ويميلون إلى أن يركزوا أفكارهم حول الآلام والصراخ ومشاكل الماضي أو الحاضر يحتاجون إلى إنكار الكثير؛ لأن الإنكار يطهر العقل، ويخرج من الذاكرة كل الشرور والغيظ ، حتى يصبحون حلما بعيد المنال. ومرة أخرى، فإن الإنكار مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من صعوبة أو عدم التسامح; وبالنسبة لأولئك الذين أصبحوا أكثر ثقة نتيجة للنجاح؛ فالتفكير في الخالد يكفي لذاته لكل الأشياء; وللأنانيين ولأي من لا يتسببون في إيذاء الآخرين.

التأكيدات يجب أن تستخدم من قبل الخجول ، وأولئك الذين لديهم شعور بعدم الكفاية ؛ أولئك الذين يقفون في خوف من العقول الأخرى ؛ أولئك الذين "يستسلمون" بسهولة ؛ أولئك الذين يتعرضون للقلق أو الشك ، والذين هم في مناصب المسؤولية. الأشخاص الذين هم بأي حال من الأحوال سلبيين أو يتعاملوا معاملة المفعول به بحاجة إلى استخدام التأكيدات أكثر ؛ أما أولئك الذين لديهم ثقة بالنفس، أو لا يرحبون ،فهم بحاجة إلى إنكار أكثر؛ إنكار الشر ، وتأكيد الخير، إنكار الضعف ، تأكيد القوة ، إنكار أي حالة غير مرغوب فيها، وتأكيد الخير الذي تريده . وهذا ما كان يعنيه المسيح عندما قال:

" كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ." (مر 11: 24) . وهذا هو المقصود بالوعد " كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ". قم بممارسة الإنكار والتأكيدات بصمت في الشارع في ، السيارات ، عندما تتيقظ فى أثناء الليل ، في أي مكان ، وستعطيك سلطانًا جديدًا على الأشياء الخارجية ، وعلى نفسك.

إذا ما تجئ لحظة تثير فيها الشكوك في ما يجب أن تفعله ، وما زلنا نؤكد أن "الله بداخلى كلى الحكمة ، أعرف ما يجب أن تفعله". "لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا".. لا تشعر بالارتباك ، ولا تشعر بالقلق ولكن اعتمد اعتمادًا كاملاً وثق فى مبدأك ؛ وسوف تنبهر بالإلهام المفاجئ الذي سيأتي إليك فيما يتعلق بطريقة الإجراء.

لذا فإن هذا المبدأ سيعمل دائما في حل كل مشاكل الحياة - أيٍا كانت التفاصيل – لتحريرنا نحن أولاد الله من كل الظروف الغير مرغوب فيها ، ولجلب الخير إلى حياتنا . فإذا أخذنا القواعد البسيطة ، واستجدمناها بايمان حتى تقودنا إلى إدراك الله ؛ حتى نصبح بغير حاجة إليهم .

الدرس الرابع – التأكيدات

الكتاب المقدس – مرقس 24:11، لوقا 15:21

  1. مالتأكيدات ؟
  2. ما هم الأربعة تأكيدات الكبرى؟
  3. لماذا يكون من المفيد الحفاظ على حالات الانكار والتأكيدات المفضلة فى الذاكرة ؟
  4. ما التغيرات التى تحدث عند استخدامك للتأكيدات ؟
  5. ما هي الاختلافات بين عمل الإنكار والتأكيدات؟ ما هي بعض القواعد العامة لتحديد ما إذا كانت حاجتنا هي التأكيد أم الرفض؟

Creative Commons License Graphic BY ND

Copyright of Arabic Translation © 2021 by TruthUnity.net under Creative Commons Attribution-NoDerivatives 4.0 International (CC BY-ND 4.0). This is an open source copyright. You are free and encouraged to use this translation for creating ebooks and printed material under certain conditions.


arrow-left arrow-right